حياة الكلب محمد دحلان

في كتابه المنشور "مهنتي كرجل مخابرات" روي يعقوب بيري رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية السابق أنه عقب اتفاق أوسلو دخل علي رابين فوجده مهموماً.. فسأله بيري عن سبب قلقه.؟؟
فقال له رابين: أنا لست مرتاحا لاتفاق أوسلو.. والمقصود الخوف من سيطرة عناصر من المقاومة علي أراضي السلطة الفلسطينية وبالتالي تنفيذ هجمات داخل إسرائيل.
فقال له بيري الحل: لنقنع عرفات بأن يأتي محمد دحلان وجبريل الرجوب أحدهما مسئولاًُ عن جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في قطاع غزة والآخر في الضفة الغربية..وقد كان..وقر رابين عيناً.!!

مخابرات أمريكية
شهادة بيري هذه تأتي لتتمم وقائع شهادة أخري.. أمريكية هذه المرة هي شهادة "ويتلى برونر" احد مسئولي السي أي أيه السابقين والذي أكد ان دحلان ومعه الرجوب تم تجنيدهما في الثمانينات في تونس وتمت تزكيتهما ليكونا سويا القوة الضاربة لعرفات بعد اتفاق اوسلو.
والمعلومات التي يتناقلها فلسطينيو الداخل تؤكد أن مبني جهاز الأمن الوقائي التابع لدحلان والرجوب.. قد تم بناءه علي حساب المخابرات الأمريكية عقب اوسلو.. بل ان السي أي إيه دفعت بسخاء للإنفاق علي أعضاء الجهاز المطلوب منه قمع المقاومة الفلسطينية والجهاز من ناحيته لم يقصر في مهمته ففي يناير 1994 تسربت تفاصيل اتفاق بين دحلان ومسئولين في الجيش الإسرائيلي و"الشين بيت"عرف (بخطة روما) لاحتواء حركة حماس وهو ما طبقه دحلان بحذافيره.!!
خيوط أدلة الخيانة والعمالة لدحلان طويلة ومتشعبة وقد تكون غير موثقة بينما خيوط الفساد أكثر وضوحا ودقة والفساد هو كلمة السر فيما يحدث في غزة هذه الأيام.
الكل يتهم الكل بأنه ضالع في الفساد مع ان بصمات أصابع الفساد ظاهرة للعيان فوق اكف الجميع..ودحلان الذي اتهم عرفات بأنه مسئول عن بحر من الفساد..يكفي ان نسرد سيرته الذاتية..التي بدأها كصبي فقير لأسرة معدمة في مخيم خان يونس..حتى تحول للرجل الشهير الذي ينافس علي أكبر مقعد في السلطة الفلسطينية..بينما تقدر ثروته ب 53 مليون دولار.

محمد يوسف دحلان
تنتمي أسرة دحلان لقرية "الحمام القريبة من "المجدل"..نزحت الأسرة لمخيم خان يونس حيث ولد محمد يوسف دحلان في سبتمبر 1961 جاراً لمنزل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي الجدار لصق الجدار.
الجيرة لم تقرب بين الرجلين علي العكس عرف عن دحلان عداءه الشديد لحماس ولعموم الإسلاميين منذ نعومة أظافرة بالرغم من ان دحلان أتم دراسته الجامعية في الجامعة الإسلامية بغزة..بعدها أسس في العام 1981 الشبيبة الفتحاوية في قطاع غزة واعتقل 11 مرة علي يد القوات الصهيونية.
عقب الانتفاضة الأولي جاء دحلان إلي مصر ليكون واحداً من ثلاثة يديرون قطاع غزة من مصر:هو ورشيد أبو شباك وعبد العزيز شاهين.
انتقل من مصر لليبيا والجزائر واستقر به الحال في تونس قرب الزعيم عرفات..وفي 1994 دخل غزة مع السلطة وأصبح مسئولا عن الأمن الوقائي بها.

وجه سياسي
سياسيا كانت المرحلة الفاصلة في مسيرة دحلان الاستقالة الشهيرة في 5 نوفمبر 2001 والتي رفضها عرفات والقصة تقول ان أبومازن اصطحب معه نبيل عمرو وذهبوا لعرفات وهناك استدعوا محمد دحلان وقال له أبو مازن "احكي لعرفات عن الفساد اللي تعرفه يا دحلان..!! فاستغرب عرفات وقال: أنت اللي ها تحكي عن الفساد يا دحلان وانته محتكر الزلط في قطاع غزة..!!
هاج دحلان وقال له: أنا محتكر تجارة الزلط كي ادفع رواتب العاملين في الأمن الوقائي.. وخرج دحلان غاضبا وقدم استقالته التي رفضها عرفات.
وهنا دخلت إسرائيل علي الخط وأرسلت لأربع شخصيات فلسطينية لفتح حوار معم حول خلافة عرفات وهم( دحلان و أبو مازن واحمد قريع وجبريل الرجوب)
الوحيد الذي أخذ وأعطي في الحوار كان جبريل الرجوب مما دفع عرفات لمحاولة قتله في مكتبه..لولا تدخل أولاد الحلال من الحاضرين.

دحلانستان
نعود إلي دحلان والذي لا تقف قصص فساده عند احتكار الزلط فدحلان أصبح مالكا لأشهر فندق علي شاطئ غزة وهو فندق الواحة.. أما اشهر فضائحه المالية تفجرت سنة 1997 فيما عرف بفضيحة (معبر كارني) حيث تكشف ان 40% من الضرائب المحصلة من الاحتلال من رسوم المعبر والمقررة بمليون شيكل شهريا كانت تحول لحساب سلطة المعابر الوطنية الفلسطينية والتي اتضح فيما بعد أنها حساب شخصي لدحلان.
و دحلان الذي لا يدخر جهدا للإطاحة بعرفات.. أمريكا لا تدخر جهدا في إعلان تأييدها له فقد أبدى جورج بوش اهتماماً كبيراً بالتعرّف على محمد دحلان خلال قمّة "شرم الشيخ"، حيث سأل أثناء وقوفه مع الرؤساء العرب المشاركين في القمّة عن دحلان فهبّ بعض الرؤساء العرب مسرعين للبحث عنه في أروقة المؤتمر..حيث تم استدعاؤه على الفور ليحظى بـ"شرف" مصافحة بوش.!!

كورسات كمبريدج
بينما يتم إعداده كرجل دولة وفق تقاليد إنجليزية..يتلقى دحلان دورة إعداد في جامعة كمبريدج البريطانية الشهيرة، فيقيم ثلاثة اشهر في بريطانيا في فندق كارتون ثاور مقابل شهر في قطاع غزة لتحريك الأحداث هناك.
ووفقا للنمط الأمريكي فالسيدة أم فادي زوجة دحلان تتلقي هي الأخرى دورات لإعدادها كسيدة أولي.

ورطة دحلان
أحداث غزة التي يعتبر البعض ان دحلان هو محركها ومدبرها.. هكذا قال هو نفسه في أكثر من حديث صحفي وأكده الإسرائيليون علي لسان أهارون زئيفي الذي لم يداري خيبة أمله في فشل حركة دحلان واعتبرها جاءت مبكرة عن موعدها .
بينما يري آخرون أن عرفات هو الذي حرك أحداث غزة عقب علمه باتفاق جري بين محمد دحلان وغازي الجبالي . ومن هنا بدأت القصة بتحريك عرفات للمجموعة التي قامت باختطاف غازي الجبالي ..لكي تستمر الأحداث وتنتهي بتوريط دحلان في معركة خاسرة..وتحويله إلي كارت محروق لن يتمكن من فعل أي شئ إلا بأمر من عرفات شخصياً بعد أن قتله أمام الرأي العام الفلسطيني باعتباره ورقة في يد إسرائيل، وبعد أن قضي علي غازي الجبالي الذي تؤكد مصادر فلسطينية أن رجال عرفات أجبروه علي الاعتراف بفساده وسجلوا الوقائع وقام بالإمضاء عليها..لكي لاتقوم له قائمة مرة أخري إلا إذا أراد عرفات ذلك.!!