إسرائيل تدرس الإفراج عن البرغوثي خلال أسبوعين وتقرر هدم 80 منزلا وسط القدس

كشفت مصادر فلسطينية متطابقة لـ «الحياة» أن اسرائيل تدرس جدياً إطلاق القيادي في «فتح» مروان البرغوثي «كبادرة حسن نيات تجاه الرئيس محمود عباس»، مرجحة ذلك خلال الأسبوعين المقبلين، وقبل نهاية ولاية رئيس الحكومة ايهود أولمرت وانعقاد المؤتمر السادس المرتقب للحركة الشهر المقبل. تزامن ذلك مع تلقي اصحاب 80 منزلا في حي البستان جنوب المسجد الاقصى في القدس المحتلة اوامر اسرائيلية باخلاء هذه المنازل تمهيدا لهدمها بحجة عدم وجود تراخيص لبنائها، علما ان هذه المنازل بنيت قبل احتلال القدس عام 1967.

في هذه الاثناء، اختار زعيم حزب «ليكود» المكلف تشكيل الحكومة بنيامين نتانياهو ان يجري اللقاء التشاوري الاول مع زعيمة حزب «كديما» تسيبي ليفني، في مؤشر الى رغبته في تشكيل حكومة واسعة تكون مقبولة على المجتمع الدولي، وتحديدا واشنطن التي بعثت اليه بصورة غير رسمية رسائل مفادها انها تفضل حكومة متينة ومعتدلة نسبيا. في هذا الصدد، تعهد نتانياهو التعاون مع واشنطن في السلام، مشيرا الى انه يريد ان يركز التفاوض مع الفلسطينيين الى دعم الاقتصاد بعيدا عن القضايا الصعبة المتعلقة بالارض. واكدت اوساطه انه يبحث عن «معادلة» تتيح له ائتلافا يضم «كديما» والاحزاب اليمينية المتطرفة، وهي مسألة اعترف مراقبون انها ستكون «معضلة».

وعلى صعيد الحوار الفلسطيني، قال مصدر مصري موثوق به لـ «الحياة» إن القاهرة وجهت أمس الدعوات إلى الفصائل الفلسطينية لعقد الحوار الخميس المقبل «بمن حضر»، رافضا تعطيل عقده بسبب اشتراطات أي فصيل كان، ومضيفاً أنه يمكن حل اي اشكال على طاولة الحوار، في اشارة الى مطالبة «حماس» باطلاق معتقليها في الضفة قبل الحوار، وهي مسألة بدا امس انها في طريقها الى الحل، اذ اعلن رئيس كتلة «فتح» البرلمانية عزام الاحمد ان السلطة ستطلق عددا من معتقلي «حماس» في الضفة قبل انطلاق الحوار، مشيرا الى ان الرئيس عباس شكل لجنة امنية لدرس ملف المعتقلين وانهائه سريعا. واكد مسؤول في «حماس» لـ»الحياة» في غزة هذه المعلومات، كما اكدها السفير الفلسطيني في القاهرة نبيل عمرو الذي اضاف أنه تم الإفراج عن قائمة كبيرة من الاسماء، وهناك صورة من هذه الكشوف لدى المصريين، وصورة أخرى لدى نائب رئيس الوزراء السابق ناصر الدين الشاعر.

وعلمت «الحياة» أن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل أجرى أول من أمس اتصالاً هاتفيا مع مساعد رئيس الاستخبارات المصرية اللواء عمر قناوي يبلغه فيه بضرورة حل مسألة المعتقلين في سجون السلطة قبيل عقد الحوار. وقالت مصادر مصرية مطلعة لـ «الحياة» أن القاهرة بذلت مساعي مكثفة من أجل معالجة هذه المسألة، مضيفة: «السلطة أبدت موقفاً ايجابياً وأطلقت الكثير من المعتقلين»، متوقعة اطلاق دفعة أخرى غداً لتهيئة الاجواء المناسبة لانطلاق حوار القاهرة.