بضوابط وأحكام .. الشريعة تجيز عمل الطفل
صفحة 1 من اصل 1
بضوابط وأحكام .. الشريعة تجيز عمل الطفل
بالرغم من الاهتمام المتزايد للطفل والذى يبدو لنا بوضوح هذه الأيام لازلنا نشاهد الكثير من الأطفال الذين يمتهنون مهن قد لا يقدر عليها الرجل البالغ .
ولازالت أعداد الأطفال العاملين فى زيادة مستمرة ، والتي بلغت بحسب دراسة عام 2003 حوالى 13.4 مليون طفل عامل يعمل بعضهم في أعمال خطيرة أو في اسوأ اشكال تلك الأعمال ، الأمر الذى يدفعنا للتساؤل عن مكانة الطفل في الشريعة الإسلامية وعن الحقوق التي كفلتها الشريعة له ، وموقفها من عمالة الطفل .
فكلنا نعلم ان مرحلة الطفولة هى مرحلة اللعب واللهو والتعلم واكتساب المهارات، وقد يسند إلى الأطفال بعض الأعمال السهلة التي تتناسب مع سنهم وقدراتهم الجسمية.
يقول فضيلة الدكتور محمد المسير استاذ العقيدة والفلسفة -جامعة الأزهر- : للطفل أن يستمتع بطفولته، وألا يتم تحويل طفولته إلى رجولة مبكرة، فهذا يؤثر عليه سلبا، من مرحلة مهمة من مراحل حياته، وهي مرحلة (الطفولة)، فلا بد للطفل أن يلعب ويتعلم ما وسعه التعلم، ولا يجوز ما تفعله بعض المجتمعات من حرمان للأطفال من التعليم، أو عدم إعانته على التعليم عند عدم استطاعته .
وقد نرى اطفالاً يعملون منذ صغرهم فهناك أعمال من الممكن أن يؤديها الطفل، بحكم الظروف المهنية لوالده مثلاً من كان والده مزارعا، فهو يأخذه معه إلى الحقل، أو كان لوالده ورشة فيذهب معه لكي يتقن المهنة التي يمتهنها أبوه، استطيع ان اقول هنا ان هذا النوع من عمل الطفل لا يكون من باب العمل الممنوع.
وهناك حالة أخرى لا يمنع فيها العمل وهي (حالة الاضطرار)، حيث تكون أسرة الطفل فقيرة، ولا تملك ما يكفي لسد حاجاتها الضرورية للعيش ، فعندئذ لا بأس بأن يعمل الطفل عملا يتناسب مع سنه وقدرته الجسدية ، فبالنظر الى هذه الحالة فان عمل الطفل افضل من مد اليد للغير لطلب لقمة العيش.
ولكن العمل الذي يكون له وقتاً معلوماً ومقداراً ولا تستدعى الضرورة قيام الولد به فهذا ما لا نجيزه بحال من الأحوال، لأنه ضد فطرة الطفل، وضد طبيعته في هذه المرحلة من السن، هذه المرحلة التي يكون فيها الطفل أحوج ما يكون إلى اللعب والتدليل، لا إلى العمل بقسوته ومسؤوليته.
والطفل الذى لم يبلغ الحلم بعد لا بد أن يراعى نوع العمل الذي يعطى له، بحيث يتناسب مع قوته الجسمانية حتى لا يجهده هذا العمل ويسلمه إلى الهلاك، حسبما يؤكد لنا الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون -جامعة الأزهر- فالعمل قيمة إسلامية بغض النظر عن شخص العامل، ولهذا فإن كثيرًا من النصوص الشرعية تحثنا على العمل، يقول تعالى وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون، ويقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من أمسى كالاً من عمل يده بات مغفورًا له، ولكن ينبغي أن يكون هذا العمل مناسبًا للعامل.
ولهذا فقد كان كثير من الأطفال في زمان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعملون، بل كان منهم من يريد أن يجمع الزكاة ليكون جابيًا للزكاة من مواطنها المتعددة، وهو عمل شاق نوعًا ما.
ومن هنا اقول : إذا كان العمل مناسبًا للطفل، وكان الطفل من الجلد والقوة بحيث يتمكن من القيام بهذا العمل، فليس هناك ما يمنع شرعًا من استعمال هذا الطفل أو ذاك في أداء هذه الأعمال، ففى عصرنا هذا حيث التكنولوجيا الحديثة والتقدم المذهل الذى نعيشه ربما كان بعض الأطفال لديهم من المقدرة في أداء بعض الأعمال ما لا يتمكن غيرهم من الكبار من إنجازه، والأمثلة على هذا أكثر من أن تحصى، ولكن المحظور في استعمال هؤلاء الأطفال هو استعمال الأطفال في أعمال شاقة لا تتناسب مع قواهم البدنية، أو طول الفترة الزمنية التى يعملون خلالها ، ويجب ان نراعى ان الطفل ميال بطبعه للهو واللعب، فلا يجوز ان نحرمه من هذا اللهو أو اللعب الذي يحرص عليه الأطفال غالبًا.
وعن حق صغير السن في الإسلام يحدثنا الدكتور نصر فريد واصل-مفتى مصر الاسبق- قائلاً: من اسس التربية الإسلامية للطفل مداعبته لسبع سنين ، وتعليمه لسبع سنين ، ومصادقته لسبع سنين ، وقد كان المصطفى -صلى الله عليه وسلم- يداعب الأطفال فقال لمن مات عصفوره من الأطفال : ( يا عُمير ما فعل التُّغير ؟ ) وهو الطائر الصغير ، وكان يركب الحسن والحسين على ظهره في البيت .
ومن حقه علينا أيضاً حقهم في تربيتهم تربية صالحة ، وتقع مسئولية ذلك على الوالدين ، وأول الأخلاق المطلوب تعليمها للأبناء الصدق في القول والصدق في الفعل ، كما يجب على الوالد تعليم ابنه الأخلاق الفاضلة قال تعالى : { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } لقمان.
{ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُور} لقمان .
وقال -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس : يا غلام أعلمك كلمات ( احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك ) ، وبذلك يعلمه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- أسس التربية الخلقية والإيمانية .
كما ان من حق الطفل أن يضحك وأن يمزح وأن يلعب، وهو حق طبيعي اكدت عليه الشريعة ففي الحديث الشريف (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع) وهنا يعلمنا الحبيب المصطفى انه بعد السبع ابدأ التعليم والأمر والنهي مع ابنك .
ولازالت أعداد الأطفال العاملين فى زيادة مستمرة ، والتي بلغت بحسب دراسة عام 2003 حوالى 13.4 مليون طفل عامل يعمل بعضهم في أعمال خطيرة أو في اسوأ اشكال تلك الأعمال ، الأمر الذى يدفعنا للتساؤل عن مكانة الطفل في الشريعة الإسلامية وعن الحقوق التي كفلتها الشريعة له ، وموقفها من عمالة الطفل .
فكلنا نعلم ان مرحلة الطفولة هى مرحلة اللعب واللهو والتعلم واكتساب المهارات، وقد يسند إلى الأطفال بعض الأعمال السهلة التي تتناسب مع سنهم وقدراتهم الجسمية.
يقول فضيلة الدكتور محمد المسير استاذ العقيدة والفلسفة -جامعة الأزهر- : للطفل أن يستمتع بطفولته، وألا يتم تحويل طفولته إلى رجولة مبكرة، فهذا يؤثر عليه سلبا، من مرحلة مهمة من مراحل حياته، وهي مرحلة (الطفولة)، فلا بد للطفل أن يلعب ويتعلم ما وسعه التعلم، ولا يجوز ما تفعله بعض المجتمعات من حرمان للأطفال من التعليم، أو عدم إعانته على التعليم عند عدم استطاعته .
وقد نرى اطفالاً يعملون منذ صغرهم فهناك أعمال من الممكن أن يؤديها الطفل، بحكم الظروف المهنية لوالده مثلاً من كان والده مزارعا، فهو يأخذه معه إلى الحقل، أو كان لوالده ورشة فيذهب معه لكي يتقن المهنة التي يمتهنها أبوه، استطيع ان اقول هنا ان هذا النوع من عمل الطفل لا يكون من باب العمل الممنوع.
وهناك حالة أخرى لا يمنع فيها العمل وهي (حالة الاضطرار)، حيث تكون أسرة الطفل فقيرة، ولا تملك ما يكفي لسد حاجاتها الضرورية للعيش ، فعندئذ لا بأس بأن يعمل الطفل عملا يتناسب مع سنه وقدرته الجسدية ، فبالنظر الى هذه الحالة فان عمل الطفل افضل من مد اليد للغير لطلب لقمة العيش.
ولكن العمل الذي يكون له وقتاً معلوماً ومقداراً ولا تستدعى الضرورة قيام الولد به فهذا ما لا نجيزه بحال من الأحوال، لأنه ضد فطرة الطفل، وضد طبيعته في هذه المرحلة من السن، هذه المرحلة التي يكون فيها الطفل أحوج ما يكون إلى اللعب والتدليل، لا إلى العمل بقسوته ومسؤوليته.
والطفل الذى لم يبلغ الحلم بعد لا بد أن يراعى نوع العمل الذي يعطى له، بحيث يتناسب مع قوته الجسمانية حتى لا يجهده هذا العمل ويسلمه إلى الهلاك، حسبما يؤكد لنا الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون -جامعة الأزهر- فالعمل قيمة إسلامية بغض النظر عن شخص العامل، ولهذا فإن كثيرًا من النصوص الشرعية تحثنا على العمل، يقول تعالى وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون، ويقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من أمسى كالاً من عمل يده بات مغفورًا له، ولكن ينبغي أن يكون هذا العمل مناسبًا للعامل.
ولهذا فقد كان كثير من الأطفال في زمان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعملون، بل كان منهم من يريد أن يجمع الزكاة ليكون جابيًا للزكاة من مواطنها المتعددة، وهو عمل شاق نوعًا ما.
ومن هنا اقول : إذا كان العمل مناسبًا للطفل، وكان الطفل من الجلد والقوة بحيث يتمكن من القيام بهذا العمل، فليس هناك ما يمنع شرعًا من استعمال هذا الطفل أو ذاك في أداء هذه الأعمال، ففى عصرنا هذا حيث التكنولوجيا الحديثة والتقدم المذهل الذى نعيشه ربما كان بعض الأطفال لديهم من المقدرة في أداء بعض الأعمال ما لا يتمكن غيرهم من الكبار من إنجازه، والأمثلة على هذا أكثر من أن تحصى، ولكن المحظور في استعمال هؤلاء الأطفال هو استعمال الأطفال في أعمال شاقة لا تتناسب مع قواهم البدنية، أو طول الفترة الزمنية التى يعملون خلالها ، ويجب ان نراعى ان الطفل ميال بطبعه للهو واللعب، فلا يجوز ان نحرمه من هذا اللهو أو اللعب الذي يحرص عليه الأطفال غالبًا.
وعن حق صغير السن في الإسلام يحدثنا الدكتور نصر فريد واصل-مفتى مصر الاسبق- قائلاً: من اسس التربية الإسلامية للطفل مداعبته لسبع سنين ، وتعليمه لسبع سنين ، ومصادقته لسبع سنين ، وقد كان المصطفى -صلى الله عليه وسلم- يداعب الأطفال فقال لمن مات عصفوره من الأطفال : ( يا عُمير ما فعل التُّغير ؟ ) وهو الطائر الصغير ، وكان يركب الحسن والحسين على ظهره في البيت .
ومن حقه علينا أيضاً حقهم في تربيتهم تربية صالحة ، وتقع مسئولية ذلك على الوالدين ، وأول الأخلاق المطلوب تعليمها للأبناء الصدق في القول والصدق في الفعل ، كما يجب على الوالد تعليم ابنه الأخلاق الفاضلة قال تعالى : { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } لقمان.
{ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُور} لقمان .
وقال -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس : يا غلام أعلمك كلمات ( احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك ) ، وبذلك يعلمه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- أسس التربية الخلقية والإيمانية .
كما ان من حق الطفل أن يضحك وأن يمزح وأن يلعب، وهو حق طبيعي اكدت عليه الشريعة ففي الحديث الشريف (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع) وهنا يعلمنا الحبيب المصطفى انه بعد السبع ابدأ التعليم والأمر والنهي مع ابنك .
غسان النجار- المدير العام
- عدد الرسائل : 253
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 19/10/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى