الصين مملكة المدخنين ومسقط رأس السيجارة الالكترونية

تعتبر الصين التي تضم ثلث المدخنين في العالم اي اكثر من 350 مليون شخص، مملكة التبغ و"مسقط رأس" السيجارة الالكترونية التي يقدمها مخترعها على انهاالبديل الفعال لوقف التدخين رغم تشكيك الاخصائيين.
ويقول هان لي مخترع السيجارة الالكترونية ورئيس مجموعة رويان "منتوجنا يوفر حلا او طريقا يساعد الاشخاص الراغبين بالتوقف عن التدخين. الامر يساعدهم على تخطي مرحلة صعبة في عملية الاقلاع" عن التدخين.
واطلقت رويان وتعني بالصينة "مثل الدخان" في العام الفين المنتج الجديد وهو على شكل انبوب ابيض يحتوي على بطارية ويشبه السيجارة الاصلية. وتقترح الشركة المنتج بطعم النعناع وسيجارا وسيجارة كلها الكترونية. وعندما يستنشق "المدخن" تحرر شحنة موضوعة في الانبوب النيكوتين الموجود فيه من دون ان يحترق في حين تشتعل لمبة حمراء صغيرة عند طرف "السيجارة" مما يعطي الانطباع بانها مشتعلة.
وتؤكد شركة رويان انها باعت اكثر من مليون سيجارة الكترونية في العالم باسره ومنها في الولايات المتحدة واوروبا والشرق الاوسط. واسعار السيجارة الالكترونية مرتفعة نسبيا في الصين: السيجارة التي ترمى بعد الاستعمال ب15 يورو وتلك التي يمكن شحنها ب65 يورو كما ان ثمة "سيجارة فاخرة" تباع ب 1800 يورو، وهو ثمن كاو يانمينغ الموظفة في شركة تأمين مستعدة لدفعه لحمل زوجها على الاقلاع عن التدخين. وتقول ردا على سؤال في متجر لبيع السجائر الالكترونية في بكين "لا يمكنه ان يتوقف فجأة. امل ان يساعده هذا الامر على التخفيف من الانزعاج".
وتفيد منظمة الصحة العالمية ان واحدا من كل ثلاثة مدخنين في العالم، صيني. وهي عادة منتشرة خصوصا لدى الرجال بين سن 22 و60 عاما في الارياف كما في المدن. ويعتبر 57% من الرجال في الصين من المدخنين. وتقديم علب سجائر لا يزال امرا رائجا في الاعراس او علاقات العمل.
لكن منظمة الصحة العالمية تعتبر ان السيجارة الالكترونية التي تسوق بشكل كبير عبر الانترنت ليست الحل المثالي للتوقف عن التدخين. ويقول الدكتور هانز توردسون ممثل منظمة الصحة العالمية في الصين "نحتاج الى مزيد من الابحاث والمزيد من الادلة لتأكيد فعاليتها لكن الامر الايجابي هو ان الناس بدأوا يدركون ان ثمة حاجة فعلية لمساعدة 350 مليون مدخن للاقلاع" عن هذه العادة.
وفي ايلول/سبتمبر الماضي حذر مدير حملة مكافحة التدخين في منظمة الصحة العالمية دوغلاس بيتشر من مخاطر السيجارة الالكترونية مؤكدا ان عددا من المواد المضافة قد تكون سامة. وفي فرنسا اشارت المديرة العامة للصحة ووكالة الادوية الى ان "السجائر الالكترونية قد تحوي مواد كيميائية" مثل بروبيلين الغليكول وهي مادة محللة قد تثير التهابات. وقالت ادارة الصحة في كندا في بيان "مع ان السجائر الالكترونية تقدم على انها بديل عن التدخين اكثر سلامة وفي بعض الاحيان على انها تساعد على الاقلاع عن التدخين الا انها تطرح بعض المخاطر مثل التسمم".