أهالي بورين بين حرائق يتسهار وصورايخ براخا

جريدة القدس : تقريرالصحفي بشار النجار.
اللجنة الاعلامية لمركز الشهيد بلال النجار
بورين قرية فلسطينية تقع على بعد عشرة كيلوا مترات جنوب مدينة نابلس ميزها الكون عن باقي القرى المجاورة لها بطبيعة جميلة وريف هادئ ولكن جرح فلسطين الممتد منذ عشرات السنين و الذي لم ينضب بعد شوه القرية ليعطيها هو الاخر ميزة اخرى وهي المستوطنات التي تحيطها من جهات الارض الأربع
حيث أقام المحتل الاسرائيلي على اراضيها من جهة الجنوب مستوطنة تعرف ب( يتسهار) اقيمت على مقام الصحابي الجليل سلمان الفارسي الموجود على قمة جبل سلمان وكما هو معروف فان هذه المستوطنة تحوي على المستوطنين الاكثر تطرفاً بالضفة الغربية.
بينما اقيم في شمال القرية مستوطنة تعرف ب (براخا) وهي تعني بركة وتمتد هذه المستوطنة من شمال القرية وحتى غربها على طول اكثر من 200م وبهذا فهي تلتهم االعشرات من دونمات القرية اما من جهتي الشرق والغرب فهناك نقاط عسكرية تقوم بمنع المواطنيين من الوصول الى اراضيهم القريبة من المستوطنات هذا من جهة ومن جهة اخرى تقوم بحراسة المستوطنيين الذين يقومون بمهاجمة القرية ، حيث تتعرض بورين وعلى مدى سنوات طوال لهيمنة المستوطنين اليهود والمتمثلة بحرق وسرقة المنازل والاعتداء على اهلها ناهيك عن قطع وتدمير الاشجار حتى وصل الامر بهم الى قتل وسرقة الماشية والدواب.

فوق حقه دقــــــو

يقول مزارعي القرية :منذ اكثر من ثلاثين عاما احترنا مع هؤلاء المستوطنين, (فوق ما اعتدوا على ارضنا بعتدوا علينا يعني فوق حقه دقه) حيث انه وخلال موسم قطف الزيتون في االعام الماضي كنا عندما نقطف ثمر الزيتون فوق الشارع الالتفافي (الرئيسي للمستوطنة) نقوم بنقله بواسطة الدواب من اعلى الجبل وحتى اطراف القرية كي نكسب الوقت وفي احدى المرات قام المستوطنون بسرقة حبات الزيتون التي كنا نضعها على طرف الطريق وذلك عندما صعدنا لجلب الحمل الثاني.
هي أساليب وفنون المستوطنين التي لا تنتهي فهم يبتكرون فوق الذي يتعلمونه من الفلسطينيين أساليب جديدة ليعتدوا بها على اهالي القرى ويروي اهل القرية علاوة على هذا فهم يتلفظون علينا بمصطلحات عجيبة غريبة لم نسمع لها مثيل، و أن معظم المستوطنين الذين يهاجمون المنازل هم متدينون بالدرجة الأولى ويرتدون أزياء غريبة وحسب تفسير ابنها لإحدى مقولات المستوطنين والتي تعني ( العرب خنازير ارحلوا من أرضنا)


مالم يكن بالحسبان

بهذا يكون أهالي قرية بورين قد اعتادوا على كل تلك الممارسات التي يقوم بها المستوطنون بحقهم فكما يقول اهل القرية لطالما كان المستوطنون يقومون بحرق جبال القرية باكملها وخصوصاً في فصل الصيف بل وحتى تعرضوا لكثير من المزارعين بالضرب وذلك في موسم الزيتون ويأتي كل هذا بدعم من جنود الاحتلال، ولكن ما لم يكن في حسبانهم ان يكون بامكان المستوطنين إطلاق صواريخ محلية الصنع ونقل تجربة اهل غزة الفلسطينيين الى مستوطني الضفة اليهود.
وحول هذا تحدث جمال النجار حيث يقول عندما تعرضنا لاول عملية من هذا النوع ولدى سماعنا بالانفجار اعتقدنا بان الصوت ناتج عن قنبلة القاها احد الجنود كوننا نسكن بالقرب من نقطة عسكرية ولكن عندما خرجت من البيت لم اصدق ما شاهدت لقد رايت المستوطن وهو يطلق صاروخه الثاني مرة أخرى ولكن لحسن الحظ أن صاروخه ليس بعيد المدى فهو لا يصل الى مسافات طويلة ويضيف النجار أن خوفنا لم يهدأ يوما وذلك اعتقادا منا بأن يقوم المستوطنون بتطوير الصواريخ حتى تكون قادرة على الوصول الى مسافات ابعد وبرؤوس تحمل مواد متفجرة أشد.

بورين الى زوال!!!!!!

هذه المقولة قالها احد ضباط الجيش الاسرائيلي لا ابو مرسي وليد سعيد احد رعاة الاغنام في القرية وذلك عندما كان يرعى في جبل الطور بالقرب من مستوطنة براخا حيث يقول ابو مرسي جاء الضابط وقال لي" لا تتوقع ان تبقوا هنا كثيراُ لان الارض ارضنا ومصيركم الى زوال "
وتابع ابو مرسي يعني الواحد مش عارف شو يحكي بس صدقوا اللي قالوا ( الدار دار ابونا واجو الغرب يطحونا)

يبقى هذا هو حال قرية بورين والكثير من القرى الفلسطينية التي ما زالت متمسكة بأرضها بكل اصرار وصمود رغم كل تلك المعاناة والقيود, السؤال الذي يطرح نفسه ,هل يا ترى ستحتاج بورين يوما من الايام الى هدنة ؟