مكالمة عاصفة وغاضبة تنسي السعوديين خسارة منتخب بلادهم كأس الخليج

على الرغم من جسامة الحدث الذي تمثل في هزيمة المنتخب السعودي في نهائي كأس الخليج أمام المنتخب العماني بركلات الترجيح، إلا أنه تحول إلى حدث طبيعي وشبه منسي أمام المكالمة الهاتفية التي أجراها الأمير سلطان بن فهد رئيس الإتحاد السعودي والمسئول الأول عن المنتخب السعودي على أحد البرامج الرياضية التي تبث على القناة الرياضية الثالثة الحكومية، ووجه من خلالها كلمات قاسية إلى محللين رياضيين وصفهم بـ " قلة الأدب" و"غير المتربين".

وقام الأمير سلطان بن فهد بالاتصال على البرنامج الرياضي الذي يقدم يومياً على مدار بطولة الخليج ، ويستضيف مجموعة من المحللين الرياضيين غالبيتهم لاعبين قدامى في المنتخب السعودي الذين قاموا بنقد لاذع لأداء المنتخب السعودي الهزيل في بطولة الخليج، الأمر الذي يبدو أنه أغضب الأمير سلطان وجعله يجري هذا الاتصال الغاضب والعاصف.

وشن المحللون الرياضيون، في هذا البرنامج تحديداً، نقداً مركزاً على لاعبي المنتخب السعودي وتوقعوا منذ البداية أن الفريق يترنح و يعاني من إخفاقات كبيرة على الرغم من فوزه في المباريات السابقة.

وأتفق المحللون على أن مستوى المنتخب أمام الفريق العماني كان دليلا على التخبط الإداري والفني، على الرغم من وجود العديد من المواهب البارعة به.

ووصف أحد المحللين طريقة لعب المنتخب السعودي بذات الطريقة التي تلعب بها الفرق الضعيفة أمام منتخب البرازيل.

وأكد المشاركون في البرنامج على وجوب إحداث تغيير جذري في طريقة إدارة المنتخب السعودي التي وصلت به إلى مستويات متدنية .

كل هذا التحليل أغضب الأمير سلطان ودفعه للاتصال وقال في معرض كلامه :" سمحنا لكم بالنقد البناء ولكن ليس بهذا الشكل غير الطبيعي، قاعدين تستهزؤون بشكل غير طبيعي. ما تحفظون قيمة أنفسكم ، تثيرون الناس بهذا الشكل غير المعقول. هذا مرفوض مرفوض مرفوض.. عليكم الالتزام بالأخلاق السعودية أنتم تبربرون وقاعدين مع مقدم برنامج يعطيكم اللي تبونه..أخذتم مجال أكثر من مجالكم، أنا تحملتكم كثيراً، عليكم بضبط النفس وبالأدب وبالأخلاق وإن لم تكونوا قد تربيتم نحن نربيكم " وأنهى الأمير مكالمته بأن أقفل السماعة في وجه المشاركين وعلى الهواء مباشرة.

المكالمة أثارت الوسط الرياضي والجمهور السعودي الذي ذهل من هذه المكالمة فللمرة الأولى في تاريخ الرياضة السعودية يتصل مسئول سعودي على برنامج فضائي ويوبخ المشاركين فيه بشكل علني وقاس، وصل إلى اتهامهم بقلة التربية والتهديد بأنه قادر على تأديبهم.

وتأتي هذه المكالمة لتزيد من شحن وتوتر الوضع الرياضي في السعودية الذي يعاني من أخفاقات متكررة، دفع ثمنها من خلال خسائر مخجلة في مشاركاته الأخيرة في كأس العالم (خسر 8 /0 أمام ألمانيا)، وخسارته لبطولة كأس آسيا الأخيرة ، وخسارته لكأس الخليج الأخيرة، وتضاؤل الفرص لتأهل المنتخب السعودي لكأس العالم القادمة في جنوب أفريقيا .

وتفتح هذا المكالمة الساخنة الأزمة الرياضية على أوسع أبوابها حيث باتت تنتقد بشكل علني وسري الأوضاع الإدارية التي يدار بها المنتخب السعودي الذي يعاني من تذبذب مستواه واضطرابه بسبب المجاملة والاعتماد على الولاء بدلا عن الكفاءة وتدخل المسئولون في اختيار تشكيلة الفريق والمدربين، وقد عانى المنتخب السعودي خلال الفترة الماضية من عدم استقرار المدربين لفترات طويلة حتى لو حققوا نجاحات كبيرة .

ويشتكي بعض الكتاب الرياضيين من أن التدخل من قبل شخصيات كبيرة في عمل المدربين الأجانب يدفع المدربين للتخلي عن مهماتهم، وعدم إكمال عملهم المخطط له، الأمر الذي أدخل المنتخب في دوامة كبيرة من الاضطرابات والإخفاقات المتوالية .

ومن جهة أخرى، فإن هذا المكالمة هي رد فعل عنيف على انفتاح الإعلام الرياضي في السعودية الذي يعتبر الأكثر جرأة وسخونة، ويثير الكثير من الجدل والشقاق داخل الوسط الرياضي. وانتقل الإعلام الرياضي بسرعة خلال الأعوام الأخيرة من إعلام مهادن إلى إعلام شرس وناقد لكل شيء تقريباً، وتصاعدت هذه الشراسة مع دخول المحطات الفضائية الرياضية إلى الساحة الإعلامية حيث زادت من سخونة الحالة الرياضية في السعودية .

وحتى الان ينتقل، بمواقع الانترنت ورسائل الجوال، مقطع هذه المكالمة الساخنة التي استمرت لخمس دقائق ولكنها أنست الجميع أن السعودية خسرت يوم أمس فقط كأس الخليج.